أخبار عاجلة
/ , , , , / الشروق تنشر حقائق احداث ما قبل 14 جانفي وبعده (8) : تمرّد المساجين… الخفايا والتفاصيل

الشروق تنشر حقائق احداث ما قبل 14 جانفي وبعده (8) : تمرّد المساجين… الخفايا والتفاصيل

 derby

Bab Tunisia :…ظلت الاحداث التي عرفتها السجون في فترة 14 جانفي 2011 لغزا من الالغاز.. قتل وعنف ودماء.. من كان وراء تلك الاحداث وكيف تفجرت الاوضاع في السجون التونسية ؟

ماذا كان الهدف من ثورة المساجين في تونس؟ ومن ساعد على العصيان داخلها؟ وكيف مات المساجين؟ اسئلة شغلت الراي العام وحيرت التونسيين وخاصة ان جل السجون عرفت عصيانا في التوقيت نفسه.

في هذه الحلقة الجدية تكشف «الشروق» وقائع وتفاصيل وخفايا ظلت الى الآن غامضة وبعيدة عن المتناول..

المساجين ينتفضون

عاشت البلاد التونسية حالة من العنف والحرق والنهب في فترة احداث 14 جانفي 2011 وفي تلك الاثناء كانت السجون التونسية تعيش بدورها فترات صعبة ونجحت أياد خفية في اشعال فتيل الفوضى داخل أسوار السجون واستغل المساجين حالة الفراغ الأمني لينفذوا عصيانا تحول اثر ذلك الى معارك قاتلة بين المساجين وقوات الامن واعوان الحراسة والعسكريين..

في بداية شهر جانفي 2011 كان المساجين يتابعون الاحداث الذي شهدتها تونس وعبروا عن خوفهم على عائلاتهم وقد علموا بكل التطورات التي عرفتها البلاد عن طريق الصحف اليومية والاذاعات وشاشات القنوات. هذا بالاضافة الى المعلومات التي كانوا يستقصونها من ذويهم اثناء الزيارات وبدأ التململ في صفوف المساجين يتصاعد لتنطلق اثرها بداية شرارة العصيان المدبّر..

شعارات المساجين

انطلقت شرارة العصيان داخل السجون التونسية في اليوم نفسه بجميع السجون وبدأت بالاضراب عن الطعام ثم تحول المشهد الى مظاهرات داخل اسوار الزنزانات وقام المساجين برفع شعارات على غرار «عائلاتنا يموتو ونحن هوني», «نحبو نخرجو» و«الحرية الحرية» كما قاموا ايضا بحرق مجموعة من الملابس والاغطية الصوفية وقاموا باغلاق الابواب من الداخل باعتماد اسرة النوم وتفكيكها وتكسيرها واستعمالها كنوع من الاسلحة..

قام المساجين ايضا بحفر جدران الزنزانات لكي تصبح بيوت السجن مفتوحة على بعضها البعض وكان مخططهم مضاعفة أعدادهم في غرفة واحدة لتشتد قوتهم ويصبحوا يدا واحدة وقد دخل معظمهم في حالة هيجان كبرى وكانت الادارة العامة للسجون وقياداتها تحاول السيطرة على الوضع ولكن محاولاتهم باءت بالفشل..

يوم العصيان

يوم 11 جانفي 2011 تطورت الامور بصفة مفاجئة وخطيرة داخل السجون وخاصة سجن القصرين حيث انطلقت عملية حرق بداخل الغرف والعصيان الجماعي مما جعل قوات الامن تقوم بنقل المساجين المشاغبين الى سجن زغوان بمساعدة اعوان الحماية المدنية ولكن الامر لم يكن سهلا لان الابواب كانت موصدة من الداخل ونجح الامنيون في فتحها ونقلهم الى مكانهم الجديد وقد تم رشق الموكب بالحجارة والعصي ..

اما في سجون المرناقية والمسعدين وبرج العامري والمهدية وصفاقس وقابس والمنستير وبنزرت المدينة فقد امتدت موجة العصيان وانتفض المساجين وقاموا باحراق السجون مما أدّى الى موت عدد منهم بسبب انهيار جدران الغرف وكان الادارة العامة للسجون متخوفة من وصول هذه الاحداث الى سجن برج الرومي الذي يضم ثلاثة آلاف سجين أغلبهم من العناصر الخطيرة والمحكوم عليهم بأحكام مطولة هذا بالاضافة الى قربه من سجن الناظور حوالي 200 متر فقط ويضم بدوره مساجين خطيرين..

استغاثة

يوم 14 جانفي 2011 اتصل مدير السجون السابق بوزير العدل الازهر بوعوني و طلب منه تعزيزا امنيا من قوات الحرس الوطني والجيش الوطني وبدوره طلب منه الوزير ان يتصل بمدير الامن الرئاسي السابق علي السرياطي وفعلا هذا ما تم وقد وعده هذا الاخير بايجاد حل للازمة التي تمر بها السجون في تلك الفترة وبعد حوالي نصف ساعة وصلت تعزيزات امنية من قوات الجيش الوطني والحرس الوطني الى المكان وقاموا بمنع المساجين من تسلق الجدران والهروب نحو الشارع..

في اليوم الموالي تضاعف العصيان وانتشر بسرعة في السجون ونتج عنه مواجهات عنيفة بين قوات الحرس الوطني والجيش وقوات التدخل وبين مجموعة كبيرة من المساجين الذين حاولوا الهروب وكانت النتيجة وفاة 11 سجينا كما سقطت جدران بعض الغرف باعتبار ان سقفها مصنوع من «القرمود»..

تمرد 7 سجون

سبعة سجون من جملة 28 سجنا شهدت تمردا حيث سقط عدد من القتلى في صفوفهم وجرح اخرون وقد انتشرت تعزيزات امنية مكثفة طوقت سجن «المرناقية» الذي يضم 6 آلاف سجين وخاصة بعد انطلاق بوادر العصيان داخل غرفه ولكن نجح الامنيون الموجودن بالسجن من السيطرة على الوضع واعادة الهدوء اليه..

قيادات امنية

رغم التواصل بين ادارة السجون وقيادات من وزارتي العدل والداخلية فان الاوضاع داخل السجون لم تكن مستقرة وكانت هناك مجموعات من المساجين تقوم بالتحريض على العنف والحرق والهروب والتشجع على الاعتداء على الاعوان وجل المساجين الذي يقومون بهذه المهمة محكوم عليهم في قضايا اغتصاب وقتل وكان هدفهم بث البلبلة حتى يتسنى لهم الهروب..

الفشل

انقطعت الزيارات عن المساجين وتم اغلاق شاشات القنوات للحد من العصيان داخل السجون ولكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل لأن الوضع خرج عن السيطرة خاصة اثر سقوط عدد من القتلى بعضهم شباب لم تتجاوز اعمارهم 30 سنة ورغم مرور ثلاث سنوات على هذه الاحداث فان لغز «عصيان السجون «مازال عالقا..

ألغاز بالجملة

رغم أن الادارة العامة للسجون هيكل مستقل عن بقية الادارات الامنية الأخرى إلا أنه حسب تصريحات بعض القيادات قد وردت أوامر من إدارات تابعة لوزارة الداخلية تقضي باطلاق النار على المساجين.. وتسببت في موت عدد منهم ..وفرار آخرين..

(يتبع)



سفيان الأسود ـ منى البوعزيزي

المصدر : الشروق

عن الكاتب :

موقع تونسي يطرح أخر الاخبار في جميع المجالات
الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق